الأربعاء، 9 يناير 2013

الصمت والمعاش

منعوا الكتابة والنقاش
فاصمت وقل للصمت عاش

إن اللسان إذا سعى
في النار يشوى كالفراش

فاجعل لسانك أرنبا
متدثرا جوف الخياش

فالرأي صار رذيلة
تخفى وتلقى في القشاش

إن الكلام جريمة يا
ويل مرتكب النقاش

والنصح صار جريمة
فكأنه رش الكلاش

فإذا تنفس شاعر
كالقدر فوق النار جاش

وإذا تجرأ عالم أو
كاتب قطعوا المعاش

ورموه في سجن البلا
وكأنه بعض الخشاش

ما بين إبرة عقرب
أو حية ذات انتهاش

لبس القيود أساورا
وخلاخلا .. يا للرياش

من دون حكم محاكم
هل ينتف الطير المراش

لو أن محكمة جرت
علنا قضت أن لا يناش

السجن للعلماء أم
للمجرمين به افتراش

الموت حل بأمتي
كبر و قل للموت عاش

يا من يجرم عالما
ومثقفا فتح النقاش

من سوف يوقظ أمة
تبني على الريح الخشاش

ضاعت إذا علماؤها
ملئوا الزنازن كالكباش

ليس المثقف بائعا
سخ الحروف له فراش

أو منكرا في قلبه
قد كح في جيب القماش

بلسانه أقفاله شدت
وبعينه والأذن شاش

إن المعافى سالم
في يوم غاشية و غاش

فالعلم ليس سلالما
للرزق أو لبس الرياش

و العلم ليس كتيبا
يزهو بمتن أو حواش

العلم تضحية إذا
شغل المداهن بالمعاش

يا من يروم ولاءنا
لسنا قطيعا من مواش

اسكب لنا حرية
إنا إلى الشورى عطاش

ما نال قوم عزة
والرأي فيهم ذو ارتعاش

قولوا لمن قطعوا المعاش
الله قد رزق الخشاش

والرزق مضمون أما
شبعت فراخ في عشاش

إن الحياة مبادئ
ما عاش من عبد المعاش

إن الكلام جهادنا
والرأي للشوك انتقاش

و كلامنا رأي بدا
ما بالشقاق و لا الهراش

فإذا بدا لك صائبا
فخذه فهو لكم رياش

وإذا بدا لك مخطئا
عالجه في مشفى النقاش

شعر؛ عبد الله الحامد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق