السبت، 29 أغسطس 2015

صرخات جريحة

فرَرْتُ فهل علمتم عن فِراري
طريداً في البحار وفي البراري؟
تركتُ الشامَ نائحةً ورائي
تزلزلها براميلُ الدّمارِ
أقولُ لعالَمي العربيِّ إني
لأعجب كيف تعجز عن قرارِ؟!
وأنتَ ترى على درب المآسي
خُطايَ جريحةً وترى انكساري؟!
فررتُ بصِبْيَتي من نارِ حربٍ
وسَطوةِ ظالمٍ وسكوتِ جارِ
فررتُ من العروبةِ لم تُحافظْ
على أهلي وأولادي وداري
بني الإسلامِ من عجَمٍ وعُرْبٍ
متى تستشعرون لهيبََ ناري؟
كأنّ قلوبَكم جمدتْ فصارت
بلا حسٍّ وصرتم كالجدارِ
فررتُ وفي فمي ملحٌ وماءٌ
وآلامي تبالغُ في حصاري
أخوض البحرَفي ليلٍ بَهيمٍ
فُتدمي القلبَ آهاتُ الصّغارِ
رأيتُ البحرَ أرحمَ وهو صَلْفٌ
عنيفٌ لا يقِرُّ على قَرارِ
رأيتُ البحرَ أرحمَ من رجالٍ
أصابهم التخاذلُ بالخُمَارِ
فررتُ لأنكم لم تمنحوني
ملاذاً آمنا بعد انهياري
فإن بلغَ المُحيط بي الأماني
وأنجاني الإله مع الصّغارِ
وإلا فاقرؤوا خبر الضحايا
وعيشوا بَعدهم وهَجَ انتظارِ


د. عبدالرحمن صالح العشماوي