الأحد، 20 أبريل 2014

حقيقة جماعة البغدادي

حقيقة جماعة البغدادي

في مثل هذه الأيام من العام الماضي نشرت موضوعي الخاص بالتحذير من دولة البغدادي بعد إعلانها بيومين

في تلك الأيام لم تكن الرؤية واضحة عند الجهاديين فضلا عن غيرهم حول حقيقة جماعة البغدادي ولذا تعرض الناصحون حينها لحملة تشويه عنيفة

أثار اتهامي لجماعة البغدادي بالانحراف والاختراق وأنها تكرار لنموذج تجربة الجزائر موجة استياء وصلت إلى حد اتهامي بالعمالة !

عدم تصور تكرار التجربة الجزائرية نابع من ضعف الإلمام بالتاريخ الجهادي ولذا كان تلامذة مدرسة أبو مصعب السوري الفكرية أول من انتبه لذلك

الشيخ عطية الله يحكي تجربته مع الجماعة الإسلامية المنحرفة في الجزائر 

قائد كتيبة الوفاء في الجماعة الإسلامية أيام الجهاد الجزائري يؤكد وجود انحراف واختراق في الجماعة 

الشيخ أبي عبدالرحمن الأثري يذكر تفاصيل الاختراق والانحراف في الجهاد الجزائري 

المفكر أبي مصعب السوري يشرح الانحراف والاختراق الذي حدث في الجزائر

في ظل التشويه ضد الناصحين قام مركز الفجر التابع لتنظيم القاعدة بنشر بيان للتحذير مني ومن الأستاذ أسد الجهاد2 

تعرضت لضغوط شديدة لتغيير موقفي ولولا تثبيت الله لي لفعلت فمن لطفه بي أن وصلتني رسالة آنذاك من الشيخ العلوان يشجعني فيها على الثبات والصبر

بعد ردات الفعل العنيفة قررت إلتزام الصمت لأن طبيعة هذه القضية تحتاج لوقت لاثبات صحتها ولا يجدي كثرة الكلام في تغيير قناعات تراكمت منذ سنين

الوعي الذي ابدته القيادات الشامية في احتواء خطر البغدادي كان له الأثر الأكبر في اجهاض مخططاته للاستحواذ على مفاصل الساحة الشامية

قرار البغدادي ضم جبهة النصرة كان أول مفتاح له في الشام إلا أن القرار الشجاع للجولاني برفض ذلك حال دون انضمام بقية الجماعات في مشروعه

البغدادي حاول بشتى الطرق دفع جبهة النصرة نحو الانهيار إلا أن وقوف حركة أحرار الشام بجانب جبهة النصرة حافظ على توازنها حتى اجتازت مرحلة الخطر

تعدد الأطراف التي تنقل صورة الأحداث من الشام لقيادة القاعدة منع جماعة البغدادي من ممارسة التضليل الذي كانت تمارسة عليها لوحدها في العراق

جرأة الثلة الأولى من الإخوة والأخوات في نقد أخطاء جماعة البغدادي علانية كسرت حاجز التقديس لدى عامة الجهاديين وهذا أول نجاح تحصل حينها

في هذه الفترة المبكرة وجه أمير كتائب عبدالله عزام رسالة تحذير للظواهري بأن مشروع البغدادي سيكون طوق نجاة للنظام 

المرحلة الأولى لمشروع البغدادي احتاجت لحسن جوار مع بقية الجماعات ولذا كنت أقول للمجاهدين أن البغدادي لن يبدأ المواجهة إلا عند شعوره بالقوة !

اعتمد البغدادي على تجنيد المجرمين وإعادة توظيف الشبيحة في جهازه الذي ينفذ أجندته الأمنية التي لا يمكن استغلال المجاهدين في تنفيذها

البغدادي احترف إثارة الرعب عبر الخطف وإهانة الناس على الحواجز وقتل واعتقال المعارضين له وهذا ما ضاعف سطوته على المناطق المحررة

داعش كانت تقيم خيم دعوية في المدن التي تخطط للسيطرة عليها فلما يطمئن الناس تطلب إقامة مقر ثم تبدأ بالتوسع وخلق الأزمات لطرد بقية الجماعات

حرص البغدادي على احتلال آبار النفط وصوامع الحبوب والمصانع والمزارع أورثه ثروة قدرت ب ٧٠٠ مليون دولار

شراء ولاء الكتائب الصغيرة وتوفير رواتب شهرية مغرية للقيادات وشراء بيعات القبائل كان مؤشرا واضحا على حجم الثروة التي جناها البغدادي من الشام

تقرير مفصل عن 
حجم أموال داعش ومصادرها الجزء2 http://t.co/Hq9RDfxOxc
وهنا الجزء1 http://t.co/Z7OPGJfp9A

أكبر عقبة أمام توسع البغدادي كانت حركة أحرار الشام ولذا بدأ باستدراجها لمواجهة تدريجية إلا أن الحموي كان أذكى بكثير

مع كل حادثة تعدي على أحرار الشام كان الحموي يمتنع عن الرد ويطالب بمحكمة شرعية مستقلة وبالتزامن مع ذلك سعى لتشكيل الجبهة الإسلامية

فكرة المحكمة المستقلة أحرجت البغدادي وجعلت الشكوك تدور حول شرعية مشروعه وخاصة بعد رفضه المتكرر لمبادرات تشكيل المحكمة

انضمام أحرار الشام للجبهة الإسلامية جعلها لقمة أكبر من أن يلتهمها البغدادي فهذه الخطوة بجانب فكرة المحكمة المستقلة جعلت الأحرار بموقف أقوى

مشروع البغدادي يعتمد على التجاوزات الشرعية لتوسعه كالسطو والخطف والقتل وهذه الميزة سيحرم منها إن رضخ لمحكمة مستقلة وهذا سبب رفضه لها

الشيخ أبو قتادة الفلسطيني كان أشد المنتقدين للأساس الفكري لمشروع البغدادي فتجربته المريرة في الجزائر جعلته يتفطن لانحراف البغدادي مبكرا

الساحة الشامية تميزت بتمازج بين أطياف الإسلاميين وتمتعت بانفتاح إعلامي ساعد على التعرف على حقيقة المشاريع الموجودة بعكس الساحة العراقية

اختلاف طبيعة وظروف الساحة العراقية عن الشامية جعلت الأولى تستوعب مظالم البغدادي أما الثانية فقد أدى تراكم المظالم إلى نقطة انفجار

في تلك الفترة لمست حيرة عند الكثير من القيادات والمراقبين فالجميع يشعر بأن الأوضاع سوف تتفجر ولا أحد يدري كيف ستكون الأمور !

لحظة الانفجار ضد ظلم البغدادي كانت بانتفاضه أهالي الأتارب التي شجعت الكتائب على مواجهة البغدادي فسقطت مقراته بسرعة أذهلت الجميع

انتفاضة الشاميين ضد إجرام عصابات البغدادي حرمته من غطاء الثورة الذي كان يستغله للتوسع بالمناطق المحررة وجعلته ينحاز لشرق سوريا

انسحاب كتائب البغدادي عبر طرق يشرف على بعضها النظام السوري جعل وزير خارجية تركيا أوغلو يصرح : هناك تنسيق واضح بين النظام وداعش !

تركيا أدركت أن داعش جزء من النظام ولذا قررت توجيه ضربة عسكريا لها تحت غطاء حماية قبر سليمان إلا أن التسريب الصوتي لاجتماع القادة حال دون ذلك

حركة أرتال داعش كانت تدل على نيته الاستحواذ على شرق سوريا بعد أن خسر مراكزه بالغرب وقد تم تحذير مجاهدي الحكسة إلا أن البغدادي غدر بهم بسرعة

بعد الغدر بمجاهدي الحسكة انتظرت داعش توجه كتائب جبهة النصرة من دير الزور لعملية فك الحصار عن حمص فانقضت على آبار النفط ومقرات النصرة هناك

في هذه المرحلة دخلت جبهة النصرة على خط الحرب ضد داعش وبذا أصبح التيار الجهادي بجميع جماعاته في الساحة الشامية ضد البغدادي

بعد رفض أهل الشام لوجود داعش بقي رفع غطاء القاعدة عنها وهذا ما حصل بعد الصدمة التي واكبت اغتيال الشيخ الجليل أبو خالد السوري

كلمة د. أيمن الظواهري التي يشبه فيها انحراف جماعة البغدادي بانحراف الجماعة الإسلامية في الجزائر 

لقاء د. أيمن الظواهري الذي أشار فيه باحتمال وجود اختراق مخابراتي في جماعة البغدادي 

حجم التضليل جعل الظواهري يقول قبل عام أن لجماعة الدولة حق في عنق كل مسلم إلا أن انكشاف حقيقتها الآن جعله يحرض على تشكيل رأي عام ضدها

التجربة الجزائرية أدت لاجهاض الجهاد أما الساحة الشامية فقد استوعبت الدرس وتجاوزت مرحلة الخطر وهذا ما جعل الفتوحات تبدأ بعد بداية اندحار داعش

سيخيب في أرض الشآم حفيدهم ¤ وكفى بربك هاديا ونصيرا

والله أعلم 


بقلم شؤون إستراتيجية
جمع بوعمر